الحمد لله الباسط
الديان ، والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان ، نبينا محمد خير مبعوث للإنس
والجان ، وعلى آله وصحبه وكل من وكل من سار على منهج القرآن ، وبعد ،،،
شعبان
: هو اسم للشهر ، وسمي بذلك لأن العرب كانوا يتشعبون فيه ( أي يتفرقون )
لطلب المياه وقيل تشعبهم في الغارات ، وقيل لأنه شعب ( أي ظهر ) بين شهري
رجب ورمضان ، ويجمع على شعبانات وشعابين .
ولما كان شعبان كالمقدمة
لرمضان فحسن أن يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من صيام . عن أن المؤمنين
عائشة –رضي الله عنها- قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم
حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وما رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان ))
البخاري .
وعنها أيضا قالت: ( كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان ) صححه الألباني .
قال الإمام ابن حجر رحمه الله: ( وفي الحديث دليل على فل الصوم في شعبان ) بلوغ المرام .
وقال
الإمام ابن رجب رحمه الله: ( وأما صيام النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر
السنة فكان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور ) سبل السلام .
عن
أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ، لم أرك تصوم شهرا من
الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال: ( ذاك شهر يغفل الناس عنه ، بين رجب ورمضان
، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا
صائم ) حسنه الألباني .
قال الإمام ابن رجب رحمه الله في بيان
الحكمة من صيام شعبان : ( وفيه معان ، وقد ذكر منها النبي صلى الله عليه
وسلم : أنه لما اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام وشهر الصيام ، اشتغل
الناس بهما عنه ، فصار مغفولا عنه . وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل
من صيام شعبان لأنه شهر حرام ، وليس كذلك ) لطائف المعارف .
ولقد
ثبت علميا أن الجسم في أيام الصوم الأولى يبدأ باستهلاك مخزونه الاحتياطي
من الدهون والبروتينات وغيرها ، فينتج بسبب ذلك سموما تتدفق في الدم (هرمون
الأدرينالين ) ، قبل أن يتخلص منها الجسم مع الفضلات ، مما يؤدي إلى شعور
الصائم ببعض الأعراض : كالصداع والوهن وسرعة الغضب وانقلاب المزاج وقد يشتم
ويسب ...الخ ، مما قد يضطره لأن يترك الصيام أحيانا ، وهذه الأعراض تزول
بعد أن تعود نسب الهرمونات إلى وضعها الطبيعي في الدم خلال أيم من بدء
الصوم –بإذن الله تعالى- (وهذا ملاحظ لدى الصائمين) .
فصيام شعبان ما هو إلا كالتمرين على صيام رمضان ، حتى لا يدخل المسلم في صوم رمضان على مشقة وكلفة .. والله سبحانه أعلم .
عن
أبي هريرة رضي الله عنه ، حافظ السنة وحبيب المؤمنين ، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين ، إلا من كان يصوم صوما
فليصمه ) متفق عليه .
ومثال من له عادة : أن يكون الرجل اعتاد أن يصوم
يومي الاثنين والخميس مثلا فعادة : أن يكون الرجل اعتاد أن يصوم يومي
الاثنين والخميس مثلا فإنه يصومهما . كما نهى صلى الله عليه وسلم عن صيام
يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان ، إلا أن يوافق عادته في الصيام .
من بدع النصف من شعبان :
1-
الاحتفال بليلة النصف من شعبان بأي شكل من أشكال الاحتفال ، سواء
بالاجتماع على عبادات ، أو إنشاد القصائد والمدائح ، أو بالإطعام واعتقاد
أن ذلك سنة واردة .
2- صلاة الألفية وتسمى أيضا صلاة البراءة .
3- صلاة أربع عشرة ركعة أو اثنتي عشرة ركعة أو ست ركعات .
4-
تخصيص صلاة العشاء في ليلة النصف من شعبان بقراءة سورة يس ، أو بقراءة بعض
السور بعدد مخصوص كسورة الإخلاص أو تخصيصها بدعاء يسمى : دعاء ليلة النصف
من شعبان ، وربما شرطوا لقبول هذا الدعاء قراءة سورة يس وصلاة ركعتين قبله ،
وكذلك تخصيصها بالصوم أو التصديق أو اعتقاد أن ليلة النصف من شعبان مثل
ليلة القدر في الفضل .
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه
الله عن ليلة النصف من شعبان ؟ وهل لها صلاة خاصة ؟ فأجاب : ليلة النصف من
شعبان ليس فيها حديث صحيح ، وكل الأحاديث الواردة فيها ضعيفة أو موضوعة لا
أصل لها ، وهي ليلة ليس لها خصوصية ، لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة ..
وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف ، فلا يجوز أن تخص بشيء
.. هذا هو الصواب وبالله التوفيق .